تظهر الدراسات والأبحاث أن العالم يتطلع إلى الإنشاء مدن تحت الماء في المستقبل، وذلك كحل للزيادة السكانية والتحديات التي تواجهالبنية التحتية الخاصة بالمدن الحالية، حيث أن بناء مدن ضخمة تحت الماء يعد حلًا جذابًا لمشكلات الانتشار السكاني والاحتياج المتزايد للمساحات السكنية.
وتوجد بالفعل مشاريع وخطط لإنشاء مدن تحت الماء في أماكن مثل جزر المالديف ودول مثل اليابان، حيث تعاني تلك الدول من مشاكل تسببها التغيرات المناخية والارتفاع المنسوبي لمستويات البحار والمحيطات.
وتهدف هذه المدن إلى توفير بيئة مستدامة للسكن والحياة، وتحويلها إلى مرافق سياحية فريدة من نوعها ومغامرات ترفيهية جديدة. وقد تم تصميم بعض تلك المدن بما يتوافق مع وجود مجتمعات أساسية تتكيف مع البيئة البحرية وتجنب تداعيات الظروف الجوية السيئة.
من بين هذه المشاريع هي مدينة "أوشن سبيرال" Ocean Spiral التي تعتزم اليابان إنشاؤها بطول يتجاوز نصف كيلومتر (550 مترًا) تحت سطح الماء، وتتألف هذه المدينة من جزء مركز العجلة الدوارة وهيكل رئيسي يمتد إلى أعماق البحر، وستحوي العديد من الفنادق والمطاعم والمدارس والمستشفيات والمتاجر. تعتمد هذه المدينة على استخدام الطاقة المتجددة، مثل الرياح والشمس، حيث توفت نسبة 100% منها بإعادة تدوير المياه والتخلص من النفايات بشكل فعال.
وهناك مشروع آخر تحت الماء يسمى "Shimizu mega-city pyramid" وهو عبارة عن هرم كبير تحت الماء يتخم جزيرة جديدة. يهدف مشروع الهرم المحيط إلى توفير آلاف وظائف والإسكان للآلاف من الناس. ويمكن لهذا المشروع أن يحتوي على مزارع تحت الماء لتوليد المواد الغذائية والطاقة اللازمة لتشغيل الهرم، كما يمكن للأشخاص الاستمتاع بالرياضات المائية والأنشطة الترفيهية المختلفة.
إن بناء مدن تحت الماء يمثل بداية جديدة في تصميم البنية التحتية السكنية المستدامة، ويمكن أن يوفر بيئة حميمية وجديدة للعيش والعمل. ومع التقدم العلمي والتكنولوجي، يمكن أن تعتبر تلك المدن في المستقبل بديلاً مناسبًا لمدننا التي نعيش فيها حاليا.
