قصة وعبرة

 

يحكي أن رجلا كان يسير في غابة ذات مناظر  خلابة لم يشاهد مثيلا لها والازهار ذات ألوان مختلفة روائحها عطرة وهوائها ينعش الروح،و هو يستمتع بالمنظر الجميل والهواء المنعش،فإذا به يسمع خلفه صوتا يجري يقترب منه مسرعا،الصوت يعلو ويتجه نحوه،نظر الرجل خلفه و إذا بأسد يظهر فجأة أمام  عينيه، ومنظر الأسد يدل على أنه جائع ،فزع الرجل وأخذ يركض مسرعا  والأسد يجري ورائه مطاردا له أينما إتجه،لما أحس الرجل أن الأسد يقترب منه بسرعة البرق،رأئ بئرا أمامه ذهب نحوه قافزا داخله غير مبالي ممسك بالحبل الذي يسحب به الماء من البئر.

بقي الرجل يتأرجح بالحبل داخل البئر ، مر عليه وقت قصير وهو على هذه الحال هدأ الأسد  وبقي يحوم حول البئر،بينما الرجل يستعيد أنفاسه، ولم يلبث إلا قليلا وإذا به يسمع بصوت آت من تحته من قاع البئر،الصوت لمن يكون  ثعبان طويل له رأس كبير جدا،بدأ بالتفكير في خطة يخلص نفسه من الوضع الذي هو فيه الثعبان أسفله في البئر و أسد في الأعلى ينتظره فوق،وما زاد الوضع خطورة رأيته لفأرين واحد أبيض و الثاني أسود صاعدان من داخل البئر إلى الأعلى عبر الحبل وبدئا بقطع الحبل،إزداد هلع الرجل وخوفه حرك الحبل بيديه لإخافة الفأرين وهو يتأرجح بالحبل صدم أحد جوانب البئر،وعند اصطدامه بالجانب أحس  برطوبة لزجة في ظهره، نظر الرجل إلي خلفه إذا به وجد عسل نحل، إصطدم مع بيت النحل الذي يبني خلياه في الكهوف و الجبال وعلي الاشجار ، بدأ الرجل يذوق العسل فأخذ لعقة وزاد الثانية، ومن حلاوة العسل نسي الرجل حاله ووضعه السيئ،وإذا بزوجته توقظه من نومه وهو يصب عرقا، عندها عرف أن كله  كان حلم .

في اليوم التالي ذهب الرجل إلي أحد المفسرين للأحلام ليفسر له ما رأئ، روئ الحلم للشيخ، فضحك الشيخ وقال له: ألم تعرف تفسير ما رأيت؟ فقال الرجل :نعم لم أعرف تفسيره، قال له الشيخ : أما الأسد الذي كان يجري ورائك هو ملك الموت، والبئر الذي كان داخله الثعبان هو قبرك، أما الحبل الذي كنت تتعلق به فهو عمرك، والفأرين الأبيض والأسود هما النهار والليل ينقصون من عمرك،قال الرجل :يا شيخ والعسل؟ قال الشيخ :تلك هي الدنيا ،أنستك من حلاوتها أن ورائك الموت والحساب.

 

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

    التعليقات

    عن الناشر

    مقالات حالية

    تقنية

    The first car manufactured throughout history